سر الطفلان الأخضران

من اكثر الحالات اثارة ,في عالم الغموض ,حالات الاختفاء العجيبة ,التي تحدث فجأة,وامام حشد من الناس
دون تفسير واضح،ولكن الاكثر غموضا واثارة بالفعل,هوحالات الظهور الغامض,حينما يجد الناس امامهم فجأة شيئا لايمكن استيعابه ولا يمكن تفسير وجوده 

ومن اشهر تلك الحالات قصة الطفلين الاخضرين
كان هذا في صباح احد ايام اغسطس, عام 1887م,بالقرب من قرية(بانجوس)الاسبانية
في ذلك اليوم انهمك عدد من الفلاحين في عملهم بالقرب من الجبل ,وراحوا يحصدون زرعهم,الذي قضوا فترة طويلة في زراعتة ,وعندما هتفت قروية شابة فجأة, وهي تشير اللى الجبل

:ما هذا بالضبط؟

التفت الجميع الى حيث تشيرالفتاة ,ثم

اتسعت عيونهم في دهشة فهناك,وعند احد الكهوف الصغيرة,وقف صبي وفتاة,يرتديان ثيابا عجيبة,وتطلعان الى الجموع في شئ من الدهشة والذعر..

ولكن الاغرب كان بشرتهما..

كانت خضراء باهتة,في لون الزرع ,ولكنها تتناسب مع لون شعرهما الاخضر الداكن,وثيابهما التي تميل الى الاصفر والاخضر....

ولثوان تجمد الجميع الفلاحون وطفلان,ثم بدا عدد من الفلاحين يقترب من الطفلين الاخضرين في حذر..

كانا مذعورين

الى حد كبير,وعيونهما تجوب وجوه الفلاحين في هلع ودهشة,ولكن الفلاحين راحوا يفحصونهما في دهشة اكبر, ونتبهوا عندئذ الى ان الطفلين لهما ملامح اسيوية, وخاصة في تلكالعيون المسحوبة الضيقة,ويرتديان ثيابا عجيبة,مصنوعة من مادة لا مثيل لها,ولم يعرفها العالم ابدا,في تلك الفتره

من القرن التاسع عشر...

ولم يكن الطفلان يتحدثان الاسبانية,او اي لغة قريبة منها وكانا خائفين الى حد كبير,حتى ان الفلاحين اشفقوا عليهما ,وحملوهما الى المنزل احدهم ليلقوا الرعاية الواجبة هناك,وابلغوا العمدة والقس على الفور ,لفحص تلك الظاهرة العجيبة..

وتمض دقائق معدودة حتى وصل القس,الذي حدق في وجه الطفلين في دهشة,ثم راح يتقرب منهما,وحاول تهدئتهما والتحدث اليهما

وهنا تعاظمت دهشتة..

فالقس في تلك البلدة كان مثقفا,غزير المعرفة وكان يجيد ست لغات حية وهي الاسبانية,ولانجليزية, والفرنسية , واليونانية , والروسية , والصينية ,الى جانب القليل من العربية...

وعلى الرغم من ذلك الكم المدهش من للغات لم يفهم القس حرفا واحدا مما تفوه به الطفلان,بل لم يجد شبية بين لغتهما,اية لغة معروفة..

وضاعف هذا من غموض الموقف..

ولكن نساء القرية تصرفن على نحو مختلف, فقد تجاهلن كل هذا الغموض فقد قدمت النساء الطعام والشراب للطفلين,وكانت المفاجأة الجديدة لقد حدق الصغيرين في الطعام بدهشة بلغة,

ورفضا تناول اي منة على رغم من جوعهم الشديد وبدات النساء في احضار انواع مختلفة من الطعام وظل الصغيرين على رفضهما..

وطوال خمسة ايام,لم يتناول الصغيرن سوى الماء, وساءت صحتهما الى حد كبير,وبلغا حالة من الضعف اقلقت الجميع ,وفجأة بدأ الصغيران يأكلان الفول..حبوب الفول الطازجة فحسب, ومع بعض الفصوليا..ولكن الصبي لم يتحمل, وسرعان مالقى حتفة,واثار موتة حزن الجميع,فقاموا بدفنة في مدافن القرية, في احتفال مهيب...

وستطاعت الفتاة ان تنجو, ولكنها اصيبت باكتئاب شديد,اثر موت الصبي,وظلت حزينة طويلا, وان واصلت اكل الفول والفصوليا,حتى تحسنت صحتها,وامكنها العيش وسط اطفال القرية..

والعجيب ان لون بشرتها الاخضر راح يتلاشى تدريجيا, حتى اصبح مجرد خضرة باهتة, تحيط بشرتها شبيهة ببشرتنا, وبدأت تتعامل مع اطفال القرية كما لو كانت واحده منهم , واقبلت على تناول بعض الاطعمة التي كانت ترفضها من قبل..

وفي صبر واهتمام,تعهد القس الفتاة بالرعاية,وراح يلقنها بعض الكلمات الاسبانية ,ويسعى لتعليمها في شغف,في محاولة ممنة لدفعها الى كشف بعض الغموض,الذي احاط بظهورها العجيب مع الصبي..

ومع بعض الوقت, استطاعت الفتاة التحدث بالاسبانية,وايقن القس ان الفرصته قد حانت,لكشف الغموض معرفة ما تخفية الفتاة من اسرار...

ولكن حديث الفتاة لم يكشف الغموض,, لقد ضاعفه اكثر واكثر ففي البداية سألها القس:

كيف اتيتي مع الصبي الى هنا؟

اجابتة في حزن :لست ادري ..كنت وشقيقي نلهو معا, ودخلنا احد الكهوف وعندما اردنا العودة وجدنا نفسينا هنا

قال القس : اذن فالصبي كان شقيقك.

أومأت براسها في اسى ,,فالتقط انفاسة مبهورا.

وسألها: من اين اتيتما؟..اعني اين وطنكما؟

هزت راسها نفيا في حيرة, واجابت:لست ادري,ولكن وطني مختلف عن وطنكم تماما,فلا يوجد فيه ذلك القرص المدور المضئ في السماء

قال في دهشة اتقصدين الشمس..

اجابتة ببطء:نعم...لست هناك شمس في وطني.

سألها مبهورة: هل تعيشون في الظلام؟ّ

هزت راسها نفيا وفي قوة, قبل ان تجيب:كلا اننا نعيش في ضوء قوي يمكننا رؤية كل شئ, ولكنه لا يأتي من السماء مثلما يأتيكم ضؤ الشمس, ولست ادري من اين يجئ بالظبط, ولكن هناك اراض اخرى مشمسة في وطننا.

هتف حقا؟!...اذن فأنتم تعرفون الشمس. هزت رأسها نفيا واجابت:لم اراها الا هنا ولكنهم يقلون في وطني ان البلاد المشمسة تقع خلف النهر.

سألها القس وهو يدون حديثهها كلمة بكلمة: اي نهر اجابته حائرة:

لست ادري لم اراه في حياتي قط.

وطوال عام كامل راح القس يتبادل الحديث مع الفتاة , يدون اسئلة واجوبتها, في مجلد ضخم حوى قصة الظهورها مع شقيقها وما احاط بها من غموض, ولكنة لم يستطع ان يحصل طوال الوقت الا على المعلومات السابق ذكرها فحسب..وربما لم يمهلة القدر ليعرف المزيد, فقد عاشت الفتاة خمس سنوات فحسب, ثم ماتت في هدوء وكأن جسدها لم يستحمل اشعة الشمس..

ومن المؤسف ان الطب الشرعي لم يكن قد تطور ايامها الى الحد الذي يكفي لفحص خلايا الفتاة او تشريح جثتها, لمعرفة المزيد عن طبيعتهما وتكوينها.. القد تم دفن الفتاة بصورة عادية ,وتناقل اهل القرية قصتها لعام او عامين ,ثم نسى الجميع امرها وعادو الى اعمالهم.. وبقيت فقط مذكرات القس

ولولاها ما وصلتنا قصة ذلك الظهور الغامض العجيب ,الذي يجد له العلم تفسيرا حتى الان





0 comments:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...